الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة مهرجان كان: تعزيزات أمنية مشدّدة واِرباك في التنظيم

نشر في  22 ماي 2017  (21:48)

بقلم الناقد طاهر الشيخاوي- مراسلنا من مهرجان كان

شهد مهرجان كان في السنوات الأخيرة تراجعا في البرمجة والتنظيم ولكن لم يصل الأمر إلى ما وصل إليه هذه السنة.

صحيح أن عملية مدينة نيس الإرهابية كانت سببا في تشدد المراقبة عند الدخول، صحيح أن المحافظة على سلامة أهم مهرجان سينمائي في العالم أمر مفهوم لِمـَا له من قيمة رمزية واقتصادية وثقافية في فرنسا، صحيح أنّ أي عملية تحدث قد تلحق أضرارا جسيمة.

ولكن عمليا تسببت المراقبة الأمنية هذه السنة في تعطيل خطير لفعاليات التظاهرة. فتعززت الأجهزة وزاد عدد المراقبين فوضعت في كل مداخل المهرجان أبوابٌ ومعداتٌ الكترونية شبيهة بتلك المعمول بها  في المطارات للتثبت في الحقائب والأكياس والبورصات، فضلا على التفتيش اليدوي.

فتباطأت حركة الدخول بصورة فائقة وتسببت في تأخير وقت العروض. لا أذكر يوما لم يتأخر فيه عرض.

أما الذروة فحصلت يوم السبت الفارط عند عرض شريط le redoutable (المهيب) لميشال هازانافيسيوس.

المفروض يبدأ العرض على الساعة السابعة والنصف بقاعة دي بوسي. مئات الصحافيين والمدعويين كانوا ينتظرون في طوابير طويلة ومنهم من كان واقفا منذ ساعة لتوفير حظوظ الدخول.

كان الفيلم منتظرا من قبل الجميع أولا لأهمية المخرج الفرنسي الذي كان قد تحصل على العديد من الجوائز، ثانيا لأن موضوعه يتعلق بأهم مخرج عالمي وهو جان لوك غودار، ثم زد على ذلك تضاعف عدد الوافدين بسبب نهاية الأسبوع.

يومها لم يبدأ العرض إلا مع الساعة الثامنة والنصف أي ساعة بعد الوقت المحدد. يبدو أن المكلفين بالتنظيف عثروا على حقيبة مشبوهة أو بلغهم خبر قنبلة موقوتة. غلقت الأبواب ودُعي الكل إلى الإبتعاد عن مداخل القاعة مما تسبب في مزيد من الإرباك. ولم ترجع الأمور إلى حالتها العادية إلا مع الثامنة ليلا.

قلق كبير عمّ جمهور القادمين للمهرجان قد يتسبب في تقليص عدد المشاركين في المستقبل. طبعا التعليمات قادمة من مصالح الأمن القومي ومفروضة على المهرجان ولكن الساهرين على تسيير الفعاليات لم يتمكنوا من التأقلم مع الوضع الجديد. وذلك بقطع النظر على مساوئ البرمجة التي سنتعرض إليها في مقالاتنا اللاحقة.